ايها المسيحيين لا تخطأوا مرتين

عاجل

الفئة

shadow
*بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج*

يبدو ان البعض في لبنان لم يتعلم من دروس الماضي وبأن من أستل سيف البغي قتل به وما زال عند كل استحقاق يستحضر العصبية الطائفية موهما شارعه بأن المحمودات يريدون القضاء عليهم وهو ذات الاسلوب الذي اتبعته اميركا على مدى عقود مع الدول العربية من ان ايران تسعى الى نشر التشيع بين شعوبهم فجرتهم الى حروب اريق فيها الدم العربي ودمرت فيه دول عربية الى ان اكتشفوا مؤخرا الخديعة الماسونية ومدوا يدهم لمصافحة ايران واعتذروا من سوريا وفتحوا ابواب الكعبة المشرفة لقادة الحوثيين وابرموا الصفقات الأقتصادية الكبرى مع ألد اعداء اميركا بعد ان مزقوا اتفاقية ابراهام التي لم تعد تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به
ولكن الفريق اللبناني ورغم كل التطورات التي حصلت على الساحتين الدولية والعربية واختفاء المحاور  ما زال قابعا في قمقمه الطائفي منشئا محورا خاص به متشرذم الهوية والانتماء بدليل انه  لا يكاد يمر يوم الا ويتم تبادل القصف بين اقطابه مما يشير الا انه لو قدر لهذا المحور الهجين ان يحقق هدفه في ايصال رئيس فسوف نشهد معارك طاحنة بين مكوناته عنوانها النزاع حول أبوة المولود الرئاسي
والغريب انه ورغم وضوح الصورة الا ان العناوين والشعارات التي يرفعها القادة المسيحيين ما زالت تدغدغ مشاعرالاجيال الصاعدة التي لم تشهد فظائع الحرب الاهلية واهمين اياهم بأن هذه الحرب كانت تهدف للقضاء على المسيحيين الذين كانوا أبان حكمهم المنفرد قد جعلوا من لبنان سوييسرا الشرق وبانهم اليوم قد اجتمعوا رغم تناقضاتهم لمواجهة الخطر الوجودي وأعادة بناء الدولة وحصر السلاح بيد الدولة ولأن هذا الجيل لا يملك وقتا كي يقرأ تاريخه ليكتشف زيف هذه الشعارات لأن وقته موزع بين التيك توك والانستغرام وهاشتاغات جيشه الالكتروني التي مهمتها التعبئة والتوجيه فينساق خلفها انقياد القطيع للراعي وهو تجسيد واقعي لحرب الجيل السادس الناعمة المقصود بها  الحرب التي تُدار عن بعد، من خلال استخدام الأسلحة الذكية لتأليب المجتمع من خلال التجنيد الكامل لشبكات الإنترنت بهدف تهديم أركان الدولة وإفشالها والتي يوصف جنودها بالقطيع المعصوب الاعين الذي يقاد من اعداءه  نحو هلاكه وهو يعتقد بأنه يساعده على عبور ازماته فيقوم نيابة عنه بعملية التدمير الذاتي وبالتالي فأن هذا الجيل قد وقع ضحية لأكاذيب زعماءه الذين اوهموه بأن كل ما يفعلونه من موبقات وما يرفعونه من شعارات هي للصالح العام وهنا بيت القصيد الذي نريد تسليط الضؤ عليه في هذا المقال فبالنسبة لسويسرا الشرق فلبنان كان كذلك بالنسبة لمن يملكون ارصدة في المصارف السويسرية ويكفي ان نذكر انه في العام 61 وضعت  بعثة ايرفد تقريرها حول  اسباب الثورة الشعبية في لبنان عام 58 ليتبين لها ان ثلثي الشعب اللبناني هو بين الفقر والعوز
وان 14% فقط هم من الميسورين و4% هم اصحاب الثروات الضخمة والمسيطرين على معظم الثروة الوطنية وقد اتخذ فؤاد شهاب من هذا التقرير 
ركيزة لأصلاح هذا الخلل واعادة شيء من التوازن بين طبقات المجتمع واعادة التوزيع العادل للموارد التي تستأثر بها طوائف بعينها على حساب حرمان بقية الطوائف فحاز شهاب على تأييد ومحبة الشعب اللبناني في الداخل والمغترب وأشادت الدول بالاصلاحات التي اجراها مبدين استغرابهم من نجاح رجل عسكري بأنتهاج اسلوب ديمقراطي في ادارة شؤون البلاد ولكن هذا الأمر لم يعجب الأوليغارشية الحاكمة التي اقترب من مراكز نفوذها وهدد مصالحها فأنتقل بيار الجميل من موقع المؤيد لشهاب الى معسكر المعارضين له والرافضين لفكرة التمديد له لأستكمال الاصلاحات التي بدأها فكان الحلف الثلاثي الذي ضم شمعون ،ادة  والجميل والذي انضم اليه لاحقا خصم شمعون اللدود صائب سلام بسبب تقاطع المصالح وكانت ذريعتهم برفض التمديد هو اكذوبة الخشية من تقرب شهاب من المحور الناصري وهي ذات الذريعة التي استخدموها ضد العمادين لحود وعون 
المقربين من سوريا علما ان تاريخ لبنان يتغنى بقصة رفض شهاب لقاء عبد الناصر في سوريا والتقاه عند الحدود اللبنانية السورية  ورغم ذلك فقد نجحوا بازاحته واتوا بشارل حلو الذي ارتكب اكبر جريمة بحق لبنان وبغطاء كامل من قادة الحلف الثلاثي حيث خضع لعبد الناصر ووقع اتفاقية القاهرة التي ادخلت منظمة التحرير بسلاحها الى لبنان لينتقل بعدها دعاة بناء الدولة وحصرية السلاح الى التدريب العسكري وعلى عين الدولة واجهزتها الامنية بدأت بواخر السلاح تتقاطر الى لبنان 
وتسليح اللبنانيين وصولا الى اتخاذ القرار الشيطاني بأشعال فتيل الحرب وتقويض كل مظاهر الدولة والغاء دور الجيش اللبناني بحجة مواجهة اطماع الفلسطيني الذين اتوا به وبهذا حاول القادة المسيحيين بيع فروة الدب قبل اصطياده ولكنهم حولوا المجتمع المسيحي الى فريسة برغم استنجادهم بالسوري واستعانتهم بالأسرائيلي 
واليوم يعيد التاريخ نفسه ويكرر القادة المسيحيين ذات السيناريو ويرفعوا ذات الشعارات المدمرة مغامرين بمن تبقى من مسيحيين علما ان الشريك متمسك بهذا الوجود المسيحي وبدوره تمسكه بلبنان ويرفض اجراء اي تعديل على دوره
وشراكته او اي تغيير بالصيغة معتمدا على تغير موازين القوى او اي عنصر اخر وبالتالي فأن على الأجيال المسيحية التي ولدت بعد العام 2000 ان تغير من نمط تفكيرها الانعزالي وفكرة التقسيم والفدرلة فهم شركاء كاملين على كل شبر من ارض الوطن ومطالبين بالدفاع عنه مثلنا تماما والتفاهم الذي عقد مع التيار الوطني الحر والذي ارتكز على فكرة الدفاع عن لبنان وحقه بالمقاومة لو كان تعمم على باقي القوى لكنا اليوم امام لبنان القوي العزيز المستقل يفخر المسيحي بانجازاته قبل المسلم ولكن كما حصل مع فؤاد شهاب حصل مع العمادين لحود و عون فأجتمعت كل الاوليغارشية ضدهما ومررت مخططاتها الشيطانية فلا تسمحوا لهم بأن يغامروا بكم مجددا فالواقع اللبناني الجديد الذي يحذرونكم منه هو نتيجة لمغامراتهم وشعاراتهم الكاذبة حول دولة القانون والمؤسسات وحصر السلاح ما هي الاقنابل دخانية فالسلاح حرر وحمى ونظف اوساخهم والتفاهم والانفتاح على سوريا هو بوابة عبورنا نحو التخلص من اخطر ازمة تهدد الكيان اللبناني المتمثلة بالنزوح السوري 
وانتم ترون المجتمع الدولي يتأمر علينا ويسعى الى توطينهم في ارضنا وبالتالي عليكم الاعتراف بحقيقة ان لبنان كان جوهرة ولكن مملوكة من بعض العائلات 
وغير مسموح للباقين حتى النظر اليها وبأن الاجماع المسيحي ليس بالضرورة ان يكون تعبيرا عن الوجدان المسيحي بدليل اجتماعهم على مصالحهم واطاحتهم بالعهد الشهابي الاصلاحي اما فكرة الدولة فهم لم يؤمنوا بها يوما فأما ان تكون دولة بملكية خاصة الشعب فيها هو ابن الجارية وأما فلتكن دولة ممزقة تحافظ لهم على نفوذهم الأقطاعي والحزبي والطائفي وأمارة معراب اكبر دليل فماذا قدمت القوات طوال هذه السنوات سوى التوتير والمعارضة ورفع الشعارات الفارغة .
في الختام تعالوا لنبني معا لبنان الحلم الوطني وليس الحلم الطائفي وليكن شعارنا مجد لبنان اعطي لمن أمن بأن لبنان وطن لجميع ابناءه ووطن لا تحميه لا تستحق ان تعيش فيه فما بالك بأن تحكم وتتحكم فيه .

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة